الفرق بين المراجعتين لصفحة: «39»

من كتاب أدب الرجل
(أنشأ الصفحة ب'== لا تشتر سيارة تفاخر بها و أنت فقير == السيارة ليست للوجاهة الاجتماعية، وإنما لقضاء الحوائج، للانتقال من مكان لمكان، و ربما تدل عند السفهاء على منزلتك لأنها بظنهم دليل على ثرائك أو فقرك، لكن هذا ليس دليلًا، وكم من صاحب مال يركب سيارة رثة، وهذا لا يعيبه، بل ير...')
 
لا ملخص تعديل
 
(٤ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:
== لا تشتر سيارة تفاخر بها و أنت فقير ==
== لا تشتر سيارة تفاخر بها وأنت فقير ==
السيارة ليست للوجاهة الاجتماعية، وإنما لقضاء الحوائج، للانتقال من مكان لمكان، و ربما تدل عند السفهاء على منزلتك لأنها بظنهم دليل على ثرائك أو فقرك، لكن هذا ليس دليلًا، وكم من صاحب مال يركب سيارة رثة، وهذا لا يعيبه، بل يراه الناس متواضعًا لقدرته على شراء سيارة فارهة. أمّا أن تكون فقيرًا وتنفق مدخراتك كلها في مقدم سيارة وتكسر ظهرك لسنين قادمة في سداد أقساطها فأنت أحمق، بعد وقت طال أو قصر ستكتشف أن رأي الناس فيك لا يستحق كل ذلك. إن اضطررت لشراء سيارة فلتكن رخيصة، و لا بد قبلها من أن تكون لك دار، و ألا يزيد ثمن السيارة عن نسبة صغيرة من ثروتك، لا تضع كل مدخراتك في سيارة.
السيارة ليست للوجاهة الاجتماعية، وإنما هي صندوق متحرك على عجلات تنتقل بها من مكان إلى مكان لقضاء الحوائج، وربما تدل عند السفهاء على منزلتك لأنها بظنهم دليل على ثرائك أو فقرك، هؤلاء سفهاء فلا تكن منهم، وكم من صاحب مال يركب سيارة رخيصة، وهذا لا يعيبه، بل يراه الناس متواضعًا لعلمهم بقدرته على شراء سيارة فارهة. أمّا أن تكون فقيرًا وتنفق مدخراتك كلها في مقدم سيارة وتكسر ظهرك لسنين قادمة في سداد أقساطها فأنت أحمق، بعد وقت طال أو قصر ستعلم أن رأي الناس فيك لا يستحق كل ذلك، بل ربما رأوك سفيهًا مضيعًا لماله لأجل التفاخر.
 
إن اضطررت لشراء سيارة فلتكن رخيصة، تؤدي الغرض ولا تثقل كاهليك بالدين، ولا بد قبلها من أن تكون لك دار خاصة بك، فلا معنى لأن تملك سيارة وأنت تسكن في بيت أبيك، ولا يزيدن ثمن سيارتك عن جزء صغير من مالك، فلا تضع جميع مالك فيها فتصيبها حادثة فيضيع مالك كله وتعود فقيرًا. ولا تقترض لها، وإن اضطررت لشرائها بالتقسيط فليكن التقسيط للبائع مباشرة لا لبنك وسيط فتقع في الربا المحرم.

المراجعة الحالية بتاريخ ١٦:٣٣، ٢٢ مايو ٢٠٢٤

لا تشتر سيارة تفاخر بها وأنت فقير

السيارة ليست للوجاهة الاجتماعية، وإنما هي صندوق متحرك على عجلات تنتقل بها من مكان إلى مكان لقضاء الحوائج، وربما تدل عند السفهاء على منزلتك لأنها بظنهم دليل على ثرائك أو فقرك، هؤلاء سفهاء فلا تكن منهم، وكم من صاحب مال يركب سيارة رخيصة، وهذا لا يعيبه، بل يراه الناس متواضعًا لعلمهم بقدرته على شراء سيارة فارهة. أمّا أن تكون فقيرًا وتنفق مدخراتك كلها في مقدم سيارة وتكسر ظهرك لسنين قادمة في سداد أقساطها فأنت أحمق، بعد وقت طال أو قصر ستعلم أن رأي الناس فيك لا يستحق كل ذلك، بل ربما رأوك سفيهًا مضيعًا لماله لأجل التفاخر.

إن اضطررت لشراء سيارة فلتكن رخيصة، تؤدي الغرض ولا تثقل كاهليك بالدين، ولا بد قبلها من أن تكون لك دار خاصة بك، فلا معنى لأن تملك سيارة وأنت تسكن في بيت أبيك، ولا يزيدن ثمن سيارتك عن جزء صغير من مالك، فلا تضع جميع مالك فيها فتصيبها حادثة فيضيع مالك كله وتعود فقيرًا. ولا تقترض لها، وإن اضطررت لشرائها بالتقسيط فليكن التقسيط للبائع مباشرة لا لبنك وسيط فتقع في الربا المحرم.