الفرق بين المراجعتين لصفحة: «1»

من كتاب أدب الرجل
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
 
(٢ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر ١: سطر ١:


== لا تغضب ==
== لا تغضب ==
هذه حكمة العمر، إذا سألك ابنك عن وصية واحدة توصيه بها في حياته فقل له لا تغضب، قال رجل للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ.
هذه حكمة العمر، إذا سألك ابنك عن وصية واحدة توصيه بها في حياته فقل له لا تغضب، قال رجل للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ.<ref>صحيح البخاري 6116</ref>


الغَضَبُ غَريزةٌ رَكَّبَها اللهُ في طَبيعةِ الإنسانِ، منه ما هو مَحمودٌ، وما هو مَذمومٌ؛ فمَن كان غَضَبُه في الحَقِّ، ولا يَجُرُّه لِمَا يُفسِدُ عليه دِينَه ودُنياه؛ فهو غَضَبٌ مَحمودٌ. ومَن كان غَضوبًا في الباطِلِ، أو لا يَستَطيعُ التَّحكُّمَ في غَضَبِه إذا غَضِبَ، ويَجُرُّه الغَضَبُ لِتَجاوُزِ الحَدِّ، وإفسادِ دِينِه ودُنياهُ؛ فهذا غَضَبٌ مَذمومٌ. الغضب يعميك عن الحق و لا ترى معه الطريق، فيضيع حقك و تبطل حجتك، و التحكم في الغضب لا يقدر عليه إلا الأشداء من الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ."
الغضب يعميك عن حسن التصرف ولا ترى معه الطريق، وكم من صاحب حق ضاع حقه لأنه غضب، وتكلم أو تصرف عند غضبه بما أضاع حقه وأبطل حجته وصار ظالمًا أو بدا للقاضي ظالمًا وهو المظلوم، والتحكم في الغضب لا يقدر عليه إلا الأشداء من الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ.<ref>صحيح البخاري 6114</ref>
 
تدرب على التحكم في نفسك عندما يثيرك أمر، وفكر في العواقب، وادرس الخيارات، واهدأ، وجرب أن تجلس إن كنت قائمًا، أو تخرج من المكان الذي أنت فيه إن أمكن، وأن تسكت طويلًا قبل أن تتكلم، وقبل ذلك كله أن تستعيذ بالله من الشيطان، قال سيدنا سليمان بن صرد رضي الله عنه: كُنْتُ جَالِسًا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فأحَدُهُما احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ.<ref>صحيح البخاري  3282</ref>

المراجعة الحالية بتاريخ ١١:٠١، ٣٠ مايو ٢٠٢٤

لا تغضب

هذه حكمة العمر، إذا سألك ابنك عن وصية واحدة توصيه بها في حياته فقل له لا تغضب، قال رجل للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ.[١]

الغضب يعميك عن حسن التصرف ولا ترى معه الطريق، وكم من صاحب حق ضاع حقه لأنه غضب، وتكلم أو تصرف عند غضبه بما أضاع حقه وأبطل حجته وصار ظالمًا أو بدا للقاضي ظالمًا وهو المظلوم، والتحكم في الغضب لا يقدر عليه إلا الأشداء من الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ.[٢]

تدرب على التحكم في نفسك عندما يثيرك أمر، وفكر في العواقب، وادرس الخيارات، واهدأ، وجرب أن تجلس إن كنت قائمًا، أو تخرج من المكان الذي أنت فيه إن أمكن، وأن تسكت طويلًا قبل أن تتكلم، وقبل ذلك كله أن تستعيذ بالله من الشيطان، قال سيدنا سليمان بن صرد رضي الله عنه: كُنْتُ جَالِسًا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فأحَدُهُما احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ.[٣]

  1. صحيح البخاري 6116
  2. صحيح البخاري 6114
  3. صحيح البخاري 3282