الفرق بين المراجعتين لصفحة: «168»
(أنشأ الصفحة ب'== من تكلّف لأخيه فقد فارقه == لا تبالغ في إكرام صديقك بأشياء لا تطيق تكرارها، و من ذلك أن تدعوه إلى عشاء فتبالغ في تقديم أطيب الطعام و أغلاه ثمنا، و ربما مما لا تأكل منه أنت نفسك، و لا تقدر عليه طول الوقت، فإذا فعلتها مرة بعد مرة جاء عليك وقت لا تستطيع فيه ذلك، فت...') |
لا ملخص تعديل |
||
(١ مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر ١: | سطر ١: | ||
== من تكلّف لأخيه فقد فارقه == | == من تكلّف لأخيه فقد فارقه == | ||
لا تبالغ في إكرام صديقك | لا تبالغ في إكرام صديقك بما لا تطيق، ومن ذلك أن تدعوه إلى عشاء فتبالغ في تقديم أطيب الطعام وأغلاه ثمنا، وربما مما لا تأكل منه أنت نفسك، ولا تقدر عليه طول الوقت، فإذا فعلتها مرة بعد مرة جاء عليك وقت لا تستطيع فيه ذلك، فتجد نفسك مكرهًا على التهرب من دعوته، وإذا دعوته لأقل مما عودته عليه وقع في نفسه أنك قد جفوته وبخلت عليه، وهذا باب لتضييع صداقتكما. وهذا ليس في الطعام وحده، بل في كل إكرام مبالغ فيه، فإذا طلب منك سيارتك لنصف يوم لأن سيارته تعطلت، فقلت له أبقها معك حتى تصلح سيارتك وأنت محتاج إليها في قضاء حاجاتك، ثم تتحامل على نفسك وتركب المواصلات العامة يومين أو ثلاثة، ثم يألف هو طلبها منك حتى من غير حاجة، وطلب غيرها من الأشياء وأنت لا ترد له طلبا، حتى يأتي اليوم الذي لا تطيق فيه تلبية طلبه، فتقع بين المطرقة والسندان، إن أجبته أضررت بنفسك، وإن رفضت طلبه خسرت صداقته، ولكنك بالفعل قد خسرته قبل هذه اللحظة، في ذاك اليوم الأول الذي تكلفت له أشياء لا تطيقها ظنًا منك أن هذا يزيد المحبة، ومن تكلّف لأخيه فقد فارقه. |
المراجعة الحالية بتاريخ ٠٩:٥٤، ٢٩ مايو ٢٠٢٤
من تكلّف لأخيه فقد فارقه
لا تبالغ في إكرام صديقك بما لا تطيق، ومن ذلك أن تدعوه إلى عشاء فتبالغ في تقديم أطيب الطعام وأغلاه ثمنا، وربما مما لا تأكل منه أنت نفسك، ولا تقدر عليه طول الوقت، فإذا فعلتها مرة بعد مرة جاء عليك وقت لا تستطيع فيه ذلك، فتجد نفسك مكرهًا على التهرب من دعوته، وإذا دعوته لأقل مما عودته عليه وقع في نفسه أنك قد جفوته وبخلت عليه، وهذا باب لتضييع صداقتكما. وهذا ليس في الطعام وحده، بل في كل إكرام مبالغ فيه، فإذا طلب منك سيارتك لنصف يوم لأن سيارته تعطلت، فقلت له أبقها معك حتى تصلح سيارتك وأنت محتاج إليها في قضاء حاجاتك، ثم تتحامل على نفسك وتركب المواصلات العامة يومين أو ثلاثة، ثم يألف هو طلبها منك حتى من غير حاجة، وطلب غيرها من الأشياء وأنت لا ترد له طلبا، حتى يأتي اليوم الذي لا تطيق فيه تلبية طلبه، فتقع بين المطرقة والسندان، إن أجبته أضررت بنفسك، وإن رفضت طلبه خسرت صداقته، ولكنك بالفعل قد خسرته قبل هذه اللحظة، في ذاك اليوم الأول الذي تكلفت له أشياء لا تطيقها ظنًا منك أن هذا يزيد المحبة، ومن تكلّف لأخيه فقد فارقه.