168

من كتاب أدب الرجل
مراجعة ٠٤:٣٠، ٢٣ أبريل ٢٠٢٤ بواسطة Samy (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== من تكلّف لأخيه فقد فارقه == لا تبالغ في إكرام صديقك بأشياء لا تطيق تكرارها، و من ذلك أن تدعوه إلى عشاء فتبالغ في تقديم أطيب الطعام و أغلاه ثمنا، و ربما مما لا تأكل منه أنت نفسك، و لا تقدر عليه طول الوقت، فإذا فعلتها مرة بعد مرة جاء عليك وقت لا تستطيع فيه ذلك، فت...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

من تكلّف لأخيه فقد فارقه

لا تبالغ في إكرام صديقك بأشياء لا تطيق تكرارها، و من ذلك أن تدعوه إلى عشاء فتبالغ في تقديم أطيب الطعام و أغلاه ثمنا، و ربما مما لا تأكل منه أنت نفسك، و لا تقدر عليه طول الوقت، فإذا فعلتها مرة بعد مرة جاء عليك وقت لا تستطيع فيه ذلك، فتجد نفسك مكرهًا على التهرب من دعوته، و إذا دعوته لأقل مما عودته عليه وقع في نفسه أنك قد جفوته و بخلت عليه، و هذا باب لتضييع صداقتكما، و هذا ليس في الطعام وحده، بل في كل إكرام مبالغ فيه، فإذا طلب منك سيارتك لنصف يوم لأن سيارته تعطلت، فقلت له أبقها معك حتى تصلح سيارتك و أنت محتاج إليها في قضاء حاجاتك، ثم تتحامل على نفسك و تركب المواصلات العامة يومين أو ثلاثة، ثم يألف هو طلبها منك حتى من غير حاجة، و طلب غيرها من الأشياء و أنت لا ترد له طلبا، حتى يأتي اليوم الذي لا تطيق فيه تلبية طلبه، فتقع بين المطرقة و السندان، إن أجبته أضررت بنفسك، و إن رفضت طلبه خسرت صداقته، و لكنك بالفعل خسرته قبل هذه اللحظة، في ذاك اليوم الأول الذي تكلفت له أشياء لا تطيقها ظنًا منك أن هذا يزيد المحبة، و من تكلّف لأخيه فقد فارقه.