1
لا تغضب
هذه حكمة العمر، إذا سألك ابنك عن وصية واحدة توصيه بها في حياته فقل له لا تغضب، قال رجل للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أوْصِنِي، قالَ: لا تَغْضَبْ. فَرَدَّدَ مِرَارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ.[١]
الغضب يعميك عن حسن التصرف و لا ترى معه الطريق، و كم من صاحب حق ضاع حقه لأنه غضب، و تكلم أو تصرف عند غضبه بما أضاع حقه و أبطل حجته و صار ظالمًا أو بدا للقاضي ظالمًا و هو المظلوم، و التحكم في الغضب لا يقدر عليه إلا الأشداء من الرجال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليسَ الشَّدِيدُ بالصُّرَعَةِ إنَّما الشَّدِيدُ الذي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ.[٢]
تدرب على التحكم في نفسك عندما يثيرك أمر، و فكر في العواقب، و ادرس الخيارات، و اهدأ، و جرب أن تجلس إن كنت قائمًا، أو تخرج من المكان الذي أنت فيه إن أمكن، و أن تسكت طويلًا قبل أن تتكلم، و قبل ذلك كله أن تستعيذ بالله من الشيطان، قال سيدنا سليمان بن صرد رضي الله عنه: كُنْتُ جَالِسًا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَجُلَانِ يَسْتَبَّانِ، فأحَدُهُما احْمَرَّ وجْهُهُ، وانْتَفَخَتْ أوْدَاجُهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لو قالَهَا ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ، لو قالَ: أعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ذَهَبَ عنْه ما يَجِدُ.[٣]