167

من كتاب أدب الرجل

لا تسافر للعمل وتترك امرأتك وولدك

لا تسافر للعمل في بلد بعيد وتغيب عن امرأتك وولدك الشهور والسنين لا تراهم إلا أيامًا معدودات من كل عام. خذهم معك أو ابق معهم، فمال الدنيا لن يعوضهم غيابك.

لا معنى للزواج عن بعد والحب بالمراسلة، إذ لا بد من المعاشرة، والاستمتاع بالمرأة والسكون إليها وأداء حقها، والاستمتاع بالولد وأداء حقهم من الرعاية والأدب. أمّا أن تجعل نفسك آلة صرافة فهذا من أكبر الخطأ في حق نفسك ثم في حقهم. ستمر الأيام والسنون وتحب العودة إليهم وقد كبروا ولم يألفوك، فتكون عندهم كالغريب، ويكون فراقك أحب إليهم من بقائك، فإن طول البعد يورث الجفوة.

ابق في بلدك واعمل ما يسّر الله لك، فرزقك مقسوم، والمرأة الصالحة والعيال من أحسن النِعَم. لا تقل أريد أن أوفر لهم مالًا وحياة كريمة، فالاستمتاع بالأب خير من مال الدنيا، واليُتم ليس حياةً كريمة. والمرأة إذا غاب عنها زوجها لا تأمن عليها الفتنة، فاتق الله فيها، وإن لم تستطع أن تأخذهم معك فابق معهم، واستعن بالله.