89

من كتاب أدب الرجل

تواضع

أنت لستَ فريدًا من نوعك. لست مميزًا عن سائر الناس بشيء، إلا أن يرحمك الله عز و جل، و إن الله لا يحب من كان مختالًا فخورا. كل ما عندك ملكه قبلك ملايين الناس، المال و النسب و العلم و الدين و الصياعة و الأدب و الرجولة و الشجاعة و الثقافة و حسن الهيئة و القوة. كل كبيرة و صغيرة تظن أن الله خصك بها من دون العالمين، فقد سبقك إليها من لا يحصيهم إلا الله.

هذا لا يعني أن الناس سواء، و لا أنهم سواسية كأسنان المشط، و إنما فضّل الله بعضهم على بعض، و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، لكن الكبر ليس من صفات الأخيار، و إن فضّلك الله على بعض خلقه بنسب أو مال أو قوة أو علم، فإنما هو من فضل الله عليك، و هو الذي أمرك أن تتواضع و لا تتكبر على خلقه.

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إنَّ اللَّهَ أَوْحَى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حتَّى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ علَى أَحَدٍ، و َلَا يَبْغِي أَحَدٌ علَى أَحَدٍ.