177

من كتاب أدب الرجل

لا تهاجر غربًا

البلد ذي أحسن من غيرها، وأحسن بكثير من أوروبا وأمريكا، فبلاد الكفر لا تصلح لحياة المسلمين الذين نشأوا في بلاد الإسلام، وإن ظننت أن بلادنا في أسوأ حال، فهي على ذلك أحسن لك ولأبنائك من بلاد تصحو فيها وتنام على ما يسخط الله عز وجل، وأنت مضطر أن تراه وتسكت عنه، فلا تستطيع أن تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر، بل ويأمرونك هم بالمنكر وينهونك عن المعروف، ولن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم، وتترك لهم أبناءك يلقنونهم الكفر من الحضانة إلى الجامعة، ولا سلطان لك عليهم ولا تستأذن فيما يتعلمه ولدك، وفي بعض بلاد أوروبا تغصب منك الشرطة أبناءك غصبًا وتعطيهم للكفار يربونهم ويحرُم عليك الاتصال بهم أبدًا.

عدد الذين يكفرون من الجيل الأول من المهاجرين ليس قليلًا، ثم يتضاعف العدد في أبنائهم من الجيل الثاني الذي يولد في المهجر، ثم يأتي الجيل الثالث فتجد من يتكلم منهم بالعربية ويؤمن بالله أقل بكثير من الذين يعبدون الشيطان، لأن المجتمع الغربي يرحب بالمهاجرين، شرط أن يخلعوا دينهم وثقافتهم على عتباته ويخضعوا لقيمه وثقافته، وهذا واقع حتى مع النصارى المتدينين في أمريكا وأوروبا، فمن تمسك بدينه في أمريكا لا تكاد تصفو له الحياة حتى يهاجر من الولايات الديمقراطية العلمانية إلى الولايات الجمهورية المحافظة.

إن راودتك فكرة الهجرة فابحث عن تجارب المسلمين الذين هاجروا إلى أوروبا ثم فروا منها بعيالهم حين تبين لهم الفخ الذي وقعوا فيه.