141

من كتاب أدب الرجل
مراجعة ٢٠:٢٣، ١٩ مايو ٢٠٢٤ بواسطة Samy (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'== لا تصف امرأتك لرجل ولا تصف لها رجلًا == الأذن تعشق قبل العين، ومن وصف امرأته لصاحبه فكأنما نزع عنها حجابها بيده ليراها رجل أجنبي، وربما علقت بها نفسه من مدحك لها من غير أن يراها، وكفى بهذا الفعل قبحًا أنك كرهته الآن وأنت تقرأه كما كرهته أنا وأنا أكتبه، فإن ال...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

لا تصف امرأتك لرجل ولا تصف لها رجلًا

الأذن تعشق قبل العين، ومن وصف امرأته لصاحبه فكأنما نزع عنها حجابها بيده ليراها رجل أجنبي، وربما علقت بها نفسه من مدحك لها من غير أن يراها، وكفى بهذا الفعل قبحًا أنك كرهته الآن وأنت تقرأه كما كرهته أنا وأنا أكتبه، فإن الدياثة مستقبحة في فطرة الرجل. ويستوي في ذلك أن تصف طول شعرها أو طول قيامها الليل تصلي، ويستوي في ذلك أن تمدح حسنها أو تذم قبحها، فكل ذلك من العورة التي ينبغي سترها، وكل صفة يسمعها رجل عن امرأة من خِلْقتها أو خُلُقها ترسم خطًا في رأسه بريشة الخيال كأنما ينظر إليها، فأي رجل أنت إن رضيت بذلك.

ومثل ذلك من القبح وأضر منه أن تمدح رجلًا أجنبيًا لامرأتك، فيعجبها وصفك له، فإن المرأة ترى من الرجل ما يرى الرجل من المرأة، وإن أعدت عليها وصفك لفلان بصفة حسنة بعد صفة حسنة رسمت هي على ذلك صورة كاملة لرجل وقارنتك أنت به، لأن النساء مفطورة على المفاضلة بين الرجال، وصدقني حين أقول لك أن نتيجة هذه المقارنة ليست في صالحك.

ولا تكثر من ذكر امرأتك في المجالس لا بخير ولا بشر، واجتنب الحديث عنها ما استطعت.