121

من كتاب أدب الرجل
مراجعة ١٥:٠٢، ٢٨ مايو ٢٠٢٤ بواسطة Samy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

أصلح نفسك قبل أن تصلح الكون

أحمق من يطمع في إصلاح العالم وهو عاجز عن إصلاح نفسه، الذي يريد تغيير النظام وإسقاط الاستعمار ونشر الخير ومحاربة الأشرار ورتق الثقب في طبقة الأوزون وخفض انبعاثات الكربون، لكنه لا يستطيع أن يضع ملابسه في سلة الغسيل، ويلقي جواربه على الأرض ينتظر من أمه ثم امرأته أن تجمع زبالته من ورائه، وإذا أمره أبوه بإصلاح باب مكسور بان عجزه وقلة حيلته.

حلم إصلاح العالم يراود كل الناس، لست وحدك من قرأ روايات الجيب وشاهد الأفلام التي ينقذ فيها الأبطال الخارقون الأرض من غزو الفضائيين، لكن كم من هؤلاء يستطيع تحمل مسؤلية بيت وعيال وعمل، فإن عجزت عن ترتيب سريرك في الصباح أو طبخ لقمة بيدك تسد بها جوعك، فكيف تريد أن تواجه الفضائيين أو تحرر فلسطين؟

ابدأ اليوم بإصلاح حالك، ترتيب غرفتك في الصباح يمنحك راحة وثقة بنفسك لا يستهان بها، فهذا إنجاز عند من لم يعتده، احذف التطبيقات التي لا نفع منها من هاتفك، أصلح الطاولة التي يصطدم بها إصبعك كل يوم فتتأوه ثم تمضي لحالك كأن هذا فرض عليك لا مهرب منه، أنجز الأعمال التي أخرتها، واقرأ الكتاب الذي بدأته ثم ألقيته حتى زحف تحت السرير، ولا تنس أن تنظف تحت سريرك، فغالبًا ستجد ما يحتاج للإصلاح هناك. بعد أن تعتاد إصلاح المشاكل الصغيرة والسيطرة على حياتك، ربما تكون مؤهلًا لإصلاح العالم.