124

من كتاب أدب الرجل
مراجعة ١٥:١٦، ٢٨ مايو ٢٠٢٤ بواسطة Samy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

لا تلومنّ إلا نفسك

لوم الآخرين على مشاكلك يُقعدك عما ينفعك، ولا يزيدك إلا همًا. تحمل مسؤوليتك كرجل، واتخذ قراراتك لنفسك بنفسك، ثم واجه عواقب أفعالك أيّما كانت. أول خطوة في الرجولة أن تحمل عبء نفسك، وأن تكف عن الشكوى من الظروف السيئة والماضي الذي يلاحقك وظلم الآخرين، والادعاء أنك في ظروف أخرى كنت ستصبح أنجح إنسان في العالم، لكن ظروفك أقعدتك. كل هذه مبررات للفشل أنت تهرب بها من حقيقة أنك وإن لم تكن مسؤولا عن الظروف التي ولدت بها لكنك مسؤول عما تفعل باختيارك، شئت أو أبيت.

توقف الآن عن لوم والديك على ما كان منهما من تقصير في تربيتك ورعايتك، فهما أولى الناس بعفوك، ويصعب على العقل تصور أنهما قصّرا في حقك عامدين، ولو كنت مكانهما ما وسعك إلا أن تقدم لابنك ما قدماه لك، ولكنه قدرك وقدرهما، وإن كان منهما تقصير في حقك أو مظلمة فاصفح عنهما الآن قبل أن تقوم من مقامك، فهما أحق بالصفح من سائر الناس، ولومك لهما لا ينفعك، بل سيبقى بابًا للشيطان يستدرجك منه كلما قصرت في حق نفسك، فلوم غيرك على ما فعلت أسهل من لوم نفسك. استغفر الله لهما قبل أن تقلب هذه الصفحة، وابدأ عهدًا جديدًا لا ملامة فيه لأحد على ما فات.