32

من كتاب أدب الرجل

جارك أقرب من صديقك، ورحمك أقرب من جارك

وأخوك أقرب من ابن عمك، وابن عمك أقرب من الغريب. عمك أقرب من خالك، فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عم الرجل صنو أبيه، ولا نعلم مثل ذلك للخال، والعم تجمعك به صلة النسب وتحملان نفس الاسم فهو أدعى للمودة وأوثق رباطًا. وخالتك أقرب من عمتك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخَالَةُ بمَنْزِلَةِ الأُمِّ. وأخوالك قرابة قوية، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ابن أخت القوم منهم. "، والجار أنت تعلم منزلته، أما زميلك الذي عرفته في فصل المدرسة ومكان العمل فهو في منزلة تالية للجار، إلا أن يكون صديقًا مقربًا وهذا قليل.

معرفة درجات الناس في القرب منك لازم لإكرامهم وبرهم وإنزالهم منازلهم، فالحياة قصيرة والموارد قليلة وإن تعارضت مصالح المقربين وجب أن تقدّم الأقرب على من يليه.