النساء

من كتاب الفحولة
مراجعة ١٨:١٤، ٢٠ مايو ٢٠٢٤ بواسطة Samy (نقاش | مساهمات)
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)

خير متاع الدنيا المرأة الصالحة، تعينك على نوائب الدهر، وتواسيك في الشدائد، وتخفف عنك ضغوط الحياة، تطحن بدنك وعقلك في عملك طول اليوم لتعود إلى بيتك فتسكن إليها، وهذا لا يزيد فحولتك وحسب، بل ينفع صحة بدنك ونفسك عامة. طاعة المرأة لزوجها وتخفيفها عنه يمنحه سكينة ما خلق الله عز وجل مثيلًا لها، ولهذا خلق الله تعالى لنا من أنفسنا أزواجًا، لتسكنوا إليها.

المرأة الفاسدة الناشز التي لا تطيعك وتخضع لك تخفض هرمون الذكورة، تلك التي تلهيك عن آخرتك بالدنيا، التي تربطك في ساقية العمل لتلبية طلباتها ولو اضطررت لوظيفتين في اليوم، أو تمنعك من الزواج بغيرها كما أحل الله لك، التي ترى نفسها مساوية لك في الحقوق ولكن الواجبات عليك وحدك، وأنها أنعمت عليك حين قبلت الزواج منك، أو تمنع عنك الولد لأنها لا تحب رعاية الأطفال لأنها تشغلها عن ملذات الدنيا أو تشوه قوامها الممشوق، والتي تتهمك بالتقصير مهما قدمت لها، وتشعرك أنك رجل ناقص وأنك أقل من أزواج صديقاتها. التعلق بهذا الصنف من النساء نتاجه لا محالة الخضوع والانكسار كالعبيد، فيكون لذلك أثر في فحولتك ويخفض قدرتك الجنسية بدرجة خطيرة ربما تزيد عن المؤثرات الكيماوية.

التعلّق بامرأةٍ واحدةٍ ليسَ أمرًا طبيعيًا، بل مخالفةٌ عظيمةٌ للفطرة، وما كان ذلك شائعًا بين الرجال قبل أقل من مئة سنة، ولعلّ الكثير من تدهور الفحولة والضعف الفاشي في الرجل الحديث مرجعه إلى العلاقات المشوهة بين الرجال والنساء، وإصلاح هذه العلاقات باب لعلاج نقص للفحولة. تعدّد النساء بدل امرأة واحدة يزيد الفحولة، وإن لم تستطع الزواج من أربعة فثلاثة، فإن لم تستطع فاثنتين، وأضعف الرجولة أن تنكح امرأة صالحة تطيعك كما أمر الله تعالى، تسرّك إذا نظرتَ إليها وتحفظك إذا غبتَ عنها.

يقول ابن تيمية: الرَّجُلُ إذَا تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِامْرَأَةٍ وَلَوْ كَانَتْ مُبَاحَةً لَهُ يَبْقَى قَلْبُهُ أَسِيرًا لَهَا تَحْكُمُ فِيهِ وَتَتَصَرَّفُ بِمَا تُرِيدُ؛ وَهُوَ فِي الظَّاهِرِ سَيِّدُهَا لِأَنَّهُ زَوْجُهَا. وَفِي الْحَقِيقَةِ هُوَ أَسِيرُهَا وَمَمْلُوكُهَا، لَا سِيَّمَا إذَا دَرَتْ بِفَقْرِهِ إلَيْهَا، وَعِشْقِهِ لَهَا، وَأَنَّهُ لَا يَعْتَاضُ عَنْهَا بِغَيْرِهَا. فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تَحْكُمُ فِيهِ بِحُكْمِ السَّيِّدِ الْقَاهِرِ الظَّالِمِ فِي عَبْدِهِ الْمَقْهُورِ، الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْخَلَاصَ مِنْهُ بَلْ أَعْظَمُ، فَإِنَّ أَسْرَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ أَسْرِ الْبَدَنِ، وَاسْتِعْبَادَ الْقَلْبِ أَعْظَمُ مِنْ اسْتِعْبَادِ الْبَدَنِ.[١]



التالي: العمل بدوام والعمل الحر

  1. مجموع الفتاوى لابن تيمية، الجزء العاشر، كتاب علم السلوك