الرياضة

من كتاب الفحولة

الرياضة في لسان العرب الإذلال للبعير والفرس كي تخضع لراكبها، ورياضة النفس أن تقوّم أخلاقك وطبعك حتى تطاوعك نفسك، ومن ذلك أن يصوم الشاب حين يعجز عن الزواج، أو يجبر نفسه على التواضع حين توسوس له نفسه بالكبر على الناس، ورياضة العقل أن تمارس التدريب على التفكير وحل المشكلات وتنمية الذاكرة، ومن ذلك حل الألغاز ولعب الشطرنج ونحوها من الألعاب الذهنية، ورياضة البدن أن تعاود التمرين حتى يطاوعك بدنك في الحركة وتتخلص من الكسل والخمول والضعف الذي يصيبك من طول الراحة.

رياضة البدن نوعان، رياضة حقيقية، ورياضة مزيفة، والرياضة المزيفة ألعاب لا نفع منها لبدنك، وليست برياضة أصلًا مثل كرة السرعة والجولف والتنس والبولنج وكرة الريشة وسائر ألعاب الكرة، وما هي إلا ألعاب الغرض منها التسلية والترفيه والتنافس، ولا تنفعك في معاشك ولا في عافيتك بشيء، ومن ظن أنها تنفعه لأن لاعبيها أقوياء أصحاء في أبدانهم فقد توهّم، لأن صحة لاعب كرة القدم لا تأتي من ركل الكرة، ولكن من المران الشديد المنتظم في صالة الرياضة، وكم من لاعب كرة يتدلى كرشه أمامه وهو يلعب بالكرة طول عمره، وأما الرياضة الحقيقية فنوعان، رياضة نافعة لعموم البدن ورياضة تنمي مهارة بعينها، أما التي تنفع عموم البدن فهي بناء الأجسام والجمباز والسباحة والفنون القتالية، وأما التي تنمي مهارات محدودة فمنها رفع الأثقال والرماية.

حين تسمع نصيحة عن الفحولة والعافية وضرورة ممارسة الرياضة فالكلام غالبًا عن الرياضة البدنية التي تنفع عموم البدن، وأهمها رياضة بناء الأجسام، وبناء الأجسام فيه مدرستان، مدرسة تضخيم العضلات برفع الأثقال وتعاطي المكملات الغذائية، ومدرسة الجمباز أو التمارين السويدي (الكالستنكس) التي تعنى باكتساب اللياقة والمرونة مع حجم عضلات في حدود مقبولة طبيعيًا دون الإفراط في تناول المكملات الغذائية.