يعسوب

بسم الله، الأحد 7 رمضان 1440

انشغلت/كسلت عن الكتابة أربعة أيام، كنت أتمنى أن أنتظم في الكتابة يوميًا، لكن الوقت في رمضان يتبخر، ولكني مازلت عازمًا على الاستمرار في مشروع اليوميات حتى لو سقطت مني بعض الأيام من وقت لآخر، ولعل الأمر يتحسّن بعد رمضان إن شاء الله.

رأيت يعسوبًا أو ما يسميه الروم ذبابة التنين dragonfly، تلك الحشرة الطائرة المبهرة التي كنا نصيدها بأيدينا ونحن صغار، نتسلل خلفها في بطء، نحبس أنفاسنا ونقبض على ذيلها، ثم نربطها بخيط وندعها تطير أو نقتلع رؤوسها ذات العيون البلّورية الكبيرة لا لغاية إلا المرح، ونتسابق أينا يصيد الكبير منها أو الأسود المهيب، لم نكن نعرف الحاسوب ولا نحمل في جيوبنا وقلوبنا هواتف ذكية نشاهد فيها أفلامًا ملونة، كانت ألوان اليعسوب تبهجنا، الأحمر القاني، الأسود الفحمي وهو أفخمها، الأصفر الرملي، والملون وهو نادر.
لم أر يعسوبًا منذ حوالي 30 سنة، وكنت أظنه انقرض مع شرائط الكاسيت والسيجا والقطن المصري، لكن يبدو أنه يقاوم، رأيته فغمرتني سعادة لا توصف، هذا صديق قديم تلتقيه وتراجع معه أيام صباك من غير أن تحزن عند فراقه أو تحس بغربة لأنه تغير فما عدت تعرفه بعد طول غياب، اليعسوب هو هو، سأبتسم لرؤياه ثم أتركه من غير أن أودعه، لن نتبادل أرقام الهواتف وكلانا يعلم أننا لن نتصل لأنه لم يعد بيننا ما يقال.
الآن في حديقتي الخلفية الفائقة الصغر رأيت الزنبار/الدبور والسحلية والعصافير التي تمر للشرب من دلو الماء الذي أتوضأ وأغتسل منه والعنكبوت والخنفساء الطيبة.

اقرأ المزيد من يومياتي.

سامي الطحاوي السلمي