خدعة سوق أمازون
تحديث سوق دوت كوم أرسلت طلباتنا بعد مرور أكثر من 40 يومًا، بالأسعار المتفق عليها، ثم حذفوا المتجر الأمريكي. تخميني أن أمازون الأم علمت بالعبث الذي فعله موظفو سوق فقرروا الوفاء بالطلبات وإغلاق هذا الباب لحين تحويل اسم سوق إلى أمازون كما فعلوا في موقع سوق الإمارات.
موقع سوق souq.com هو سوق إلكتروني عربي يبيع المنتجات بنفسه أو يسوّق منتجات تجار آخرين بالعمولة، ويعمل في الإمارات والسعودية ومصر والكويت. موقع أمازون amazon.com نفس فكرة سوق لكنه في أمريكا، وسوق مجرد تقليد لتجربة أمازون الناجحة، من وقت قريب اشترت أمازون سوق، ومن أيام حولوا سوق الإمارات إلى amazon.ae ويبدو أنهم سيحولون بقية الموقع لاحقًا بعد أن أضافوا خيار international shopping بدل دولة الكويت.
من أسبوعين (29 شعبان 1440 - 5 مايو 2019) عرفت من فيسبوك أن أمازون طرحت حوالي 750 ألف صنف من موقعها amazon.com للبيع في سوق souq.com تحت حساب بائع اسمه us global store، إذا كان معك رابط البائع ستصل إليه، لكن صندوق البحث لن يوصلك له، يعني لو بحثت عن منتج يبيعه us global store وموجود بالفعل فلن يظهر لك في النتائج، الطريق الوحيد له من خلال الرابط المباشر للبائع، حتى هنا لا مشكلة، مع أن الأمر مريب، كيف تداول الناس الرابط ووصلوا للتاجر مع أنه غير مدرج في نتائج البحث، لكن ما علينا، انس تجاربك السيئة مع سوق ومنتجاتها الصينية المضروبة وخدمة عملائها الحقيرة، وتفاءل أنهم صاروا تبع أمازون فالدار أمان.
أبناء أعمامي طلبوا مجموعة من الملابس وأدوات صيد ورحلات، وطلبت مقلاةً صغيرةً من حديد الزهر cast iron من صنع lodge الأمريكية، لم تكن تباع في سوق souq.com من قبل، وكنا عادةً نشتريها من أمازون amazon.com ثم يحضرها صديق أو قريب عائد من بلاد العم سام، لأنها ثقيلة ويتضاعف ثمنها مع شركات الشحن، عندي منها حجم كبير لكنها ثقيلة جدًا لرحلات البرية، المقلاة التي طلبتها كانت ب 491 جنيهًا مصريًا، هذا يعادل تقريبًا ال 24 دولارًا سعرها في amazon.com ومصاريف شحن 25 جنيهًا، هذا أوفر بأكثر من 1000 جنيه عن سعرها إذا تضمن الشحن والجمارك مع خدمة أمازون للتوصيل، وأوفر حتى من خدمة ادفعلي edfa3ly شاملًا الشحن والجمارك والتوصيل.
بعد يومين من طلباتنا أخبرني أحد أبناء أعمامي أن الأسعار ليست مخفضة كما قلنا له، دخلت الموقع لأتأكد فوجدت الأسعار تضاعفت 3 مرات على الأقل، المقلاة التي طلبتها صار سعرها 1836 جنيهًا بدل 491 وكذلك كل المنتجات التي طلبها أبناء أعمامي، تأكدت من طلباتي التي قيد التنفيذ فوجدت السعر كما ينبغي، فلا يجوز لهم تغيير السعر في الطلبات قيد التنفيذ بعد أن أتممت الطلب placed order وهذا ما كان.
قرأت في فيسبوك كلام زبائن آخرين عن أن هذه الطلبات لم تكن إلا خدعة من سوق، جمعوا فيها ملايين الجنيهات عن طريق الدفع بالبطاقات، ثم ألغوا الطلبات التي تلقوها، وكل من اتصل بهم للشكوى يتلقى نفس الرد السخيف الذي معناه بشكل غير مباشر "اضرب رأسك في الحائط"، انتظرت لأرى حقيقة الأمر ولم نتعجل الحكم، لكن الآن وقد انقضى وقت استلام طلباتنا وطلبات أبناء أعمامي التي مجموعها أكثر من 50 ألف جنيه بعضهم دفع ثمنها ببطاقات الائتمان وبعضهم مثلي يدفع عند الاستلام لم يصلنا منها شيء، يؤسفني تأكيد أن سوق أمازون تتلاعب بالزبائن كعادتها، حتى بعد انضمامها لأمازون ما زالت إدارة سوق مثالًا للشركات العربية التي تستغل غياب القانون في بلادنا لتفعل ما يحلو لها بلا حساب ولا رادع.
أحد الزبائن كتب في فيسبوك يتهم شركة إدفعلي بأنهم المحتال الخفي وراء حساب التاجر us global store لإحراج سوق أمازون، وهذا كلام فارغ، إما أن كاتبه جاهل يتكلم بما لا يعلم، أو أنها خدعة من سوق مررتها للناس لتتهرب من المسؤولية، والدليل على ذلك ما يلي:
- الحساب ما زال موجودًا في سوق، رغم كل الطلبات التي ألغيت والتي لم تسلم في موعدها، لو كان تاجرًا من خارج سوق/أمازون لأوقفوا حسابه فورًا.
- كنت أتصفح موقع أمازون، ثم دخلت سوق لأشتري، فوجدت المنتجات التي بحثت عنها في أمازون تظهر لي في شريط السلع التي شوهدت مؤخرًا recently viewed items في الصفحة الرئيسية لسوق، وهذا يعني أن متجر us global store في سوق مربوط بأمازون وليس تاجرًا خارجيًا.
- بعد انتشار السخط وكلام الناس في فيسبوك وتويتر عن الخدعة لم يعد يظهر لي شريط السلع التي شوهدت مؤخرًا.
- عندما تبحث في سوق عن منتج يباع من خلال us global store فلن يظهر لك في نتائج البحث، مع أنه بالفعل موجود في سوق، لكنه محجوب من نتائج البحث، هذا حساب يراد له أن يتم تداوله بين المستخدمين عن طريق روابط مباشرة، وهذا أمر مريب.
- إذا بحثت في أمازون ستجد في العمود الجانبي لترشيح filter النتائج خيار اسمه amazon global shopping ويبيع عددًا من المنتجات المتاحة في حساب us global store في سوق.
- رغم كل الكلام الذي يكتبه الزبائن الساخطون على فيسبوك وتويتر لم تصدر سوق أي بيان توضح فيه حقيقة ما حدث أو تنفي عن نفسها التهمة، يتعاملون كعادتهم بمبدأ "الزمن بينسّي" time heals وأن كل مصيبة تهون بمرور الوقت، وهذا للأسف صحيح في بلدنا، لكنه دليل على أنهم نصابون.
- لا يستطيع تاجر - بدون مساعدة برمجية من سوق - أن يضيف أكثر من 700 ألف صنف مرة واحدة لمتجره، هذا مستحيل يدويًا قولًا واحدًا.
لكل ما تقدم، قررت تسجيل ما كان للزمن، ومقاطعة سوق أمازون مع أني كنت زبونًا وفيًا loyal customer منذ عشر سنوات أو أكثر، اشتريت منهم الكثير بداية من خلة الأسنان ومشابك الأكياس حتى آيباد برو مرورًا بثلاجة وتلفاز وغيرها من السلع، لكنني في كل مرة أتغاضى عن سوء خدمة العملاء والأخطاء التي تقع عند الشراء، كنت أحيانًا أفرغ غضبي فيهم بسب التاجر أو موظف خدمة العملاء لتضييعهم وقتي لكن بلا طائل، أفرغ غضبي ولا شيء يتغير، الآن طفح الكيل، ولا بد لمثل هذه الحماقات من آخر، وسأكتفي بالتسوق عن طريق الأصدقاء القادمين من أمريكا أو عن طريق إدفعلي التي ما خذلتني قط، ولن أكتفي بمقاطعة سوق بل أمازون نفسها حتى تعتذر عما فعلت.
14 رمضان 1440 - اقرأ يومياتي السابقة