الحجارة في أسماء بني سليم
الجَنْدَلُ في لسان العرب الحِجَارة، ومنه سُمّيَ الرجل، وبه سَمَّى جَدي يونُس - أبو الطحاوية - أكبر أبنائه جندلًا، وسمى جندل ابنه راتبًا، والرَّتَبُ في لسان العرب الصُّخُورُ الـمُتقارِبةُ، وبعضُها أَرفعُ (أعلى) من بعض، والمرتبة الصخرة في أعلى الجبل، ولذا يقال فلان ذو رتبة أو ذو مرتبة. وسمى راتب ابنه صُمَيدة (بضم الصاد وفتح الميم) أي الصمدة الصغيرة، والصَّمْدَةُ صَخْرَةٌ راسيَةٌ في الأرضِ. ويبدو أن حب قومي بني سُليم للحجارة قديم، فمنهم صخر بن عمرو السلمي، الفارس الشاعر الذي رثته أخته الخنساء رضي الله عنها في شعرها المشهور، وقد مات في الجاهلية، والصخر العظيم الصلب من الحجارة. ومنهم مرداس بن عباس السلمي زوج الخنساء وأبو الصحابي المعروف العباس بن مرداس رضي الله عنه، والمِرْداسُ في لسان العرب الصخرة التي يُرمى بها العدو في الحرب. وبذلك تكون سليم قد سمت من أبنائها راتب وصميدة وصخر ومرداس وجندل، وكلها من أسماء الحجارة بصفات مختلفة.
اللهم اجعلنا صخورًا راسيات جنادلًا صمدة رتبًا مراديس عند لقاء عدوك، وألن قلوبنا للمؤمنين ولا تجعلها قاسية كالحجارة، وارحم اللهم من مات مسلمًا من آبائي.