إلى الناس القرفانين من عيشتهم

عارف انت الناس اللي كل ما تقعد معاهم يشكوا لك من الحال اللي مش تمام، والبامية اللي بقت ب 23 جنيه وطعمها اللي مابقاش زي زمان، على أساس إنها كانت زمان بطعم المانجا.

عارف الناس دي؟

حط معاهم الناس اللي كل دقيقة تنفخ في وشك زي ما تكون دبانة واقفة على وشه، وأوووف مش طايق الحر. طب أعمل لك إيه أنا؟ أبعت أرجع الصيف دا وأجيب لك بدل منه صيف أصغر نمرة عشان يبقى على مقاسك؟

ما تسترجل يا صيص منك له، الشكوى عمال على بطال دي شغلة الستات، حتى مش كل الستات بيعملوها. الشكوى لغير الله مذلة، لا بتقدم ولا بتأخر، غير إنها بتزود معاناتك إنت شخصيًا ومعاناة الناس اللي عندهم مشاكل زيك، ويمكن مفتقدين طعم طاجن الضاني بالمانجا أكتر منك.

متضايق؟ حقك.

الدستور (أيام ما كان عندنا دستور) يكفل لك حق إنك تطق تموت، لكن دا مش هيحل مشاكلك، الحر هيفضل ييجي كل سنة في نفس المعاد شئت أو أبيت، والبامية مش هترجع مانجا تاني حتى لو زرعوها في الإسماعيلية، ولا سعرها ناوي يقل لأننا داخلين على أيام أكثر سوادًا.

الحل إنك تغير موودك بنفسك، تبطل تشتكي وتبدأ تبص لنص الكوز المليان، تفتكر إن الشتا برد أكتر من اللازم وإنك هتفتقد الصيف دا في شهر يناير، وتحمد ربنا إنك مش عايش في كينيا مثلًا، وإن لسه في جيبك 11 جنيه ونص ممكن تشتري بيهم نص كيلو بامية وإن غيرك مش لاقيها. ما تضحكش على نفسك، لكن ما تقعدش تحشي فيها طاقة سلبية تخليك تكره الحياة مع إنها مش وحشة أوي يعني.

جرب بدل بوستات مافيش صاحب يتصاحب دي تكتب كلام إيجابي عن الأصدقاء، أخوك اللي ماتقدرش تستغنى عنه حتى لو كان واطي وكل شوية يوقعك في مشاكل، أصدقاء الطفولة وأيامهم. جرب تتكلم عن الحاجات الحلوة هتلاقي الناس بتتفاعل معاك والكلام يجيب بعضه فتلاقي الحياة حلوة، أحلى شوية من القرف اللي كل شوية تكتبه وتقوله.

جرب تحمد ربنا وتتحمل الحياة لأنها أصلًا مش مخلوقة عشان ترتاح فيها، دي مجرد محطة وكل واحد مستني القطر اللي هياخده ويريحنا من شكله، عمرك شفت حد مبسوط من المحطة وعاوز يبني فيها بيت ويحط تكييفات؟ دي محطة مش المقر النهائي، تعالى على نفسك وتحملها وارحم باقي الركاب اللي منتظرين معاك.

جتكم الأرف مليتو البلد. (بصوت هنيدي).

اقرأ أيضًا عن غدر الصحاب. خاطرة من ديسمبر 2016

سامي الطحاوي السلمي