زوجتي أم مراتي
العرب تقول زوج لأحد الزوجين ولكل واحد له ثان، ذكرًا كان أو أنثى، فنقول هذا الرجل زوج فلانة، وهذه المرأة زوج فلان، وهما زوجان، وهذان زوجان من الحمام أو الخيل ونحو ذلك. وقولك امرأتي أو مراتي أو مَرَتِي، أفصح عند العرب من قولك زوجتي. جاءت "امرأته" و "امرأتي" و "امرأتك" في القرآن حوالي 20 مرة ولم تأت "زوجة" مرة واحدة.
قرأت كلامًا شائعًا على الشبكة يتداوله الناس، يزعم أن لفظة زوجة تذكر حين يكون بين الزوجين انسجام وتواصل فكري وجسدي، وأن لفظة امرأة تأتي حين يكون بين الزوجين انقطاع وانفصال جسدي وفكري، استنبط صاحبه ذلك من المواضع التي ذكر فيها لفظتي زوج وامرأة، وهذا استنباط باطل، فليس في القرآن المجيد لفظة زوجة، إنما كل منهما زوج للآخر، ولفظة زوجة ليست من كلام العرب أصلًا، وقد ذكر الله تعالى امرأة إبراهيم وامرأة زكريا على لسانيهما، بقولهما امرأتي، وذكر الله تعالى امرأة إبراهيم بلفظة امرأته، ومعلوم أن امرأة إبراهيم وامرأة زكريا من نساء الأنبياء وهن أفضل الناس بعد الأنبياء، ولا مشاكل بينهما ولا انقطاع ولا شيء مما يزعمون. وفي سورة المجادلة كانت المرأة تجادل رسول الله صلى الله عليه وسلم في زوجها، سماه الله تعالى زوجها مع أن بينهما مشكلة راحت بسببها تشتكيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
من أصول الكلام