تاريخ احتفال النصارى بعيد الميلاد ورأس السنة
ميلاد المسيح عليه السلام
محققو النصارى اضطربوا في تحديد سنة ميلاد المسيح ما بين سنة 5 قبل الميلاد و سنة 7 ميلادية، ولكن يوم ميلاد المسيح عليه السلام مجهول تمامًا وفيه أكثر من 10 أقوال مختلفة.
المسلمون وبعض طوائف النصارى يؤمنون أن المسيح عليه السلام لم يولد في الشتاء الذي يأتي في آخر ديسمبر، لأن الله عز وجل أخبرنا في القرآن الكريم أنه عليه السلام طلب من أمه أن تهز جذع نخلة تساقط عليها رطبًا، والرُطَب (البلح الناضج) لا يكون إلا في الصيف.
أصل عيد الميلاد (الكريسماس) christmas
ﻗﺒﻞ دخول النصرانية إلى أوروبا ﻛﺎﻥ 25 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻋﻴﺪا وثنيا لعبدة ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻣﻊ استحالة ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻋﺪ ﺩﻗﻴﻖ ﻟﻤﻮﻟﺪ المسيح عليه السلام اختار ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ هذا اليوم موعدًا للاحتفال، لأنه كان يقام بالفعل في بلاد نصرانية عديدة، والنصارى في طوائف أخرى مثل الأرمن في لبنان يحتفلون به في السابع من يناير لاختلاف التقويم الذي يعملون به، فيكون السابع من يناير موافقاً عندهم ليوم 25 ديسمبر.
أصل بابا نويل
كان الجرمان الوثنيون يزعمون أن أودين Odin كبير آلهتهم يزور البيوت في 24 ديسمبر ويضع الهدايا للأطفال، ضمن عيدهم المعروف باسم Yule وأضيف التقليد للنصرانية عند تنصير أوروبا بمسمى القديس كلاوس Saint Claus، ومع أن الصفات كلها من Odin إلا أن النصارى سموه سانت كلاوس بسبب أخطاء في الترجمة لاسم القديس نيقولا Saint Nicholas وهو المعروف عند النصارى باسم القديس نيقولا صانع العجائب، ويعرف أيضاً باسم أبو الكريسماس Father Christmas وعند الفرنسيين اسمه بابا نويل Papa Noël وهي ترجمة أبو الكريسماس، وبابا نويل هو الاسم الشائع له في بلاد المسلمين العرب نقلاً عن الفرنسيين، ولم يكن معروفاً حتى للنصارى في مصر والبلاد العربية إلا بعد انتشار أفلام السينما في العقود الأخيرة، وقد تطورت شخصية نيقولا هذا عبر الزمن، ففي أساطير الجرمان كان Odin يركب حصاناً فاستبدله الأمريكان بمزلاج تجره ثمانية أيائل (غزلان)، وساهم كتاب قصص الأطفال ومؤلفو الأناشيد في تشكيل شخصية هذا البابا نويل حتى وصل إلى الشكل المعروف الآن، مع احتفاظه بلحية Odin البيضاء وتقديم الهدايا في اليوم المذكور.
أودين Odin هذا هو أبو ثور Thor وهو الرجل ذو اللحية البيضاء الذي يعيش في مدينة Asgard في سلسلة قصص Thor ضمن عالم مارڤيل Marvel Universe الخيالي.
تبادل الهدايا في عيد الميلاد
تبادل الهدايا في أواخر ديسمبر تقليد وثني كان معروفًا عند الرومان، وظلت الكنيسة الكاثوليكية تحظر هذا التقليد لعدة قرون نظرًا لأصوله الوثنية.
شجرة عيد الميلاد christmas tree
عادة تزيين شجرة عيد الميلاد طقس وثني مرتبط بعبادة الشجر، كان منتشرًا في ألمانيا قبل النصرانية، وعجزت الكنيسة عن إلغائه، فأدخلته في دينها ضمن تحريفات أخرى كثيرة، ثم انتشر منها لباقي أوروبا. وقد كانت الشجرة المفضلة هي السنديان/البلوط Oak والمرتبطة عند قبائل الجرمان الخاتيين Chatti بإلههم ثور Thor إله الرعد، و ثور هذا هو الذي تراه في سلسلة القصص المصورة المشهورة والتي تحولت إلى سلسلة أفلام سينمائية باسم Thor الذي يحمل المطرقة وهو ابن Odin الذي تحدثنا عنه في أصل بابا نويل، وقد تحول هذا الطقس فتغير نوع الشجر إلى عدة أشجار والأكثر انتشاراً بينها شجرة الشوح Fir وهم يفضلونها عن السنديان لأنها من الصنوبريات دائمة الخضرة. وبعض المؤرخين يرجع أصل استخدام الأشجار دائمة الخضرة إلى المصريين القدماء والعبرانيين والصينيين لأنها عندهم رمز للحياة.
في 1982 دخلت شجرة الكريسماس إلى الڤاتيكان لأول مرة في عهد بابا الڤاتيكان يوحنا بولس الثاني.
لم يعرف نصارى مصر شجرة الكريسماس من الأناجيل ولا من الكنيسة، وإنما عرفوها من أفلام السينما الأمريكية، مثلهم مثل عدد من المسلمين الذين يحبون تقليد الأمريكان في كل شيء من باب الوجاهة الاجتماعية، وربما كان هؤلاء أول من زيّن شجرة كريسماس في مصر قبل النصارى أنفسهم.