أصلح نومك يصلح يومك، فالنوم ليس ترفًا ولا تضييع وقت، بل حاجة أساسية للدماغ تفوق في أهميتها الطعام والماء. يمكنك أن تصمد بلا طعام لأسابيع وبلا ماء لأيام، لكنك لا تستطيع أن تعيش بلا نوم أكثر من يومين أو ثلاثة دون أن ينهار جهازك العصبي ويدخل دماغك في فوضى من التشوش والهلاوس. فبينما يخزن بدنك ما يواجه به الجوع والعطش، لا يملك الدماغ أي بديل عن النوم، وكل ساعة ضائعة تبقى دينًا يجب سداده. لذلك كان النوم الصحي العميق أعظم وقود للحياة وأساسًا لكل طاقة وعافية.
وإلى جانب دوره في ترميم الدماغ، فإن النوم العميق ضروري للحفاظ على هرمون الذكورة (التستوستيرون)، الذي يعد حجر الأساس في صحة الرجل البدنية والنفسية. فأكثر من 70٪ من إفراز التستوستيرون اليومي يتم أثناء النوم، وخاصة في الساعات الأولى من الليل، وقلة النوم تخفض مستوياته بشكل ملحوظ حتى عند الشباب الأصحاء. وتشير الدراسات إلى أن النوم أقل من خمس ساعات لعدة أيام متتابعة قد يقلل التستوستيرون بما يقارب 15٪، وهو أثر أسرع وأقوى من أثر التقدم في العمر. لذلك فإن إصلاح نومك ليس رفاهية، بل هو شرط للحفاظ على قوتك وطاقتك وخصوبتك.
لا تنم في نور ولا في صخب، بل أطفئ كل مصباح أو شاشة، واكتم كل صوت، وأرخِ الستائر وأغلق الأبواب قبل النوم بوقت كافٍ، فإن الدماغ يتهيأ تدريجيًا للراحة، وإن لم تمنحه الظلمة والسكون لن ينال النوم العميق الذي يحفظ بدنك وعقلك. فإذا أصلحت نومك وأخذت منه كفايتك، قمت من فراشك نشيطًا، مسرورًا، مقبلًا على شأنك بقوة، وهذا هو المقصد من النوم أصلًا.
الهاتف والراوتر وساعتك الذكية وبعض الأجهزة الإلكترونية تطلق موجات كهرومغناطيسية للتواصل، والأجهزة المنزلية تنتج هذه الموجات بكميات ضئيلة. لكن اجتماع هذه الأجهزة وطول تعرضك لها قد يترك أثرًا خطيرًا في صحتك على المدى الطويل. فاجتنبها قدر المستطاع، وأغلق هاتفك وكل جهاز يرسل موجات كهرومغناطيسية، والأفضل أن تُخرجها كلها من غرفتك قبل النوم، وستدرك الفرق حين تستيقظ بصفاء ذهن ومزاج حسن وإحساس عميق بالراحة لم تعرفه من قبل.