45

من كتاب أدب الرجل

لا تثق بالأطباء ثقة عمياء

يجهل الطبيب أكثر مما يعلم، وأكثر الأطباء علمًا من اعترف بذلك. والطبيب ابن آدم، يصيب ويخطئ. اهرب من الطبيب الذي يصف لك الدواء من غير أن يسألك عن تاريخك المرضي والأدوية التي تأخذها ويسألك عن طعامك ونومك ويعرف طبيعة عملك، فهذه الأشياء لها أثر في صحتك ومرضك.

كثير من الأدوية التي وصفها الأطباء لملايين الناس عادوا فسحبوها من الأسواق لأنهم اكتشفوا أنها تضر ولا تنفع. أكثر من 4000 دواء وجهاز طبي تسحبها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA من الصيدليات والأسواق كل عام[١]، وهي أدوية سبق أن اعتمدوها ومنحوها الموافقة القانونية، وفي كثير من الأحوال وصفها الأطباء لعدد كبير من المرضى. والمرض الواحد تذهب به إلى عشرة أطباء فيشخصون ما أصابك عشرة أمراض مختلفة، وكلهم يزعم أنه على حق، وأكثر أدويتهم مضادات حيوية تضرك ومسكنات تمنع عنك الألم وكيماويات تزيل الأعراض ولا تقرب المرض نفسه.

أخطاء الأطباء هي السبب الرئيسي الثالث للوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية[٢]، لكنهم مع ذلك لا يدرجونه في شهادات الوفاة.

الطبيب مؤتمن على عافيتك، فاختره كما تختار زوجًا لابنتك، واسأل وراجع ودقق قبل أن تزوره، ثم اسأل وراجع ودقق ما وصفه لك من دواء، واقرأ النشرة الطبية المرفقة بالدواء قبل أن تتناوله، فإن صانع الدواء أعلم به ممن وصفه. وإن وجدت من الأعراض الجانبية أو موانع الاستعمال ما تشك في أنه يضرك فراجع الطبيب والصيدلي حتى يجيبوك بما تطمئن إليه نفسك وإلا فراجع غيرهم.