والنفس هي الروح.

برهان ذلك أنه قد قام البرهان كما ذكرنا بأن ههنا شيئا مدبرا للجسد هي الحي الحساس المخاطب، ولم يقم برهان قط بأنهما شيئان، فكان من زعم بأن الروح غير النفس قد زعم بأنهما شيئان وقال ما لا برهان له بصحته، وهذا باطل.

قال تعالى "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" فمن لا برهان له فليس صادقا.

فصح أن النفس والروح اسمان لمسمى واحد.

حدثنا عبد الله بن ربيع، حدثنا عمر بن عبد الملك، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا أبو داود السجستاني، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس، هو ابن زيد، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة في حديث ذكره أن رسول الله ""صل"" قال لبلال : «اكلأ لنا الليل»

فغلبت بلالا عيناه فلم يستيقظ النبي ، ولا بلال، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله ""صل"" أولهم استيقاظا فقال : يا بلال فقال : أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت وأمي يا رسول الله وذكر الحديث.

وقال الله تعالى "الله يتوفى الأنفس حين موتـها والتي لم تمت في منامـها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".

وحدثنا عبد الله بن ربيع، حدثنا عمر بن عبد الملك، حدثنا محمد بن بكر، حدثنا أبو داود، حدثنا علي بن نصر هو الجهضمي، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا الأسود بن شيبان، حدثنا خالد بن سمير، حدثنا عبد الله بن رباح حدثني أبو قتادة الأنصاري في حديث ذكر فيه نوم رسول الله حتى طلعت الشمس، أن رسول الله ""صل"" قال : "ألا إنا نحمد الله (أنا) لم نكن في شيء من أمر الدنيا يشغلنا عن صلاتنا ولكن أرواحنا كانت بيد الله عز وجل فأرسلها أنى شاء".

فعبر رسول الله ﷺ بالأنفس وبالأرواح، عن شيء واحد، ولا يثبت عنه ﷺ في هذا الباب خلاف لهذا أصلًا، وبالله تعالى نتأيد.

مختصر باب التوحيد

سامي الطحاوي السلمي