التوحيد

من كتاب المُحَلَّى في شرح المُجَلَّى بالحجج والآثار لابن حزم الأندلسي

  1. أول ما يلزم كل أحد ولا يصح الإسلام إلا به أن يعلم المرء بقلبه علم يقين وإخلاص لا يكون لشيء من الشك فيه أثر وينطق بلسانه ولا بد بأن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. البرهان.

  2. وتفسير هذه الجملة: هو أن الله تعالى إله كل شيء دونه، وخالق كل شيء دونه. البرهان

  3. هو الله لا إله إلا هو، وأنه تعالى واحد لم يزل ولا يزال. البرهان

  4. وأنه خلق كل شيء لغير علة أوجبت عليه أن يخلق. البرهان

  5. وَأَنَّ النَّفْسَ مَخْلُوقَةٌ. البرهان

  6. وَهِيَ الرُّوحُ نَفْسُهُ. البرهان

  7. وَالْعَرْشُ مَخْلُوقٌ. البرهان

  8. وَأَنَّهُ تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَلَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَةِ شَيْءٍ مِمَّا خَلَقَ. البرهان

  9. وَأَنَّ النُّبُوَّةَ حَقٌّ. البرهان

  10. وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَسُولُ اللَّهِ إلَى جَمِيعِ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ، كَافِرِهِمْ وَمُؤْمِنِهِمْ. البرهان

  11. نَسَخَ عَزَّ وَجَلَّ بِمِلَّتِهِ كُلَّ مِلَّةٍ وَأَلْزَمَ أَهْلَ الْأَرْضِ جِنَّهُمْ وَإِنْسَهُمْ اتِّبَاعَ شَرِيعَتِهِ الَّتِي بَعَثَهُ بِهَا وَلَا يَقْبَلُ مِنْ أَحَدٍ سِوَاهَا؛ وَأَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ. البرهان

  12. إلَّا أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - سَيَنْزِلُ وَقَدْ كَانَ قَبْلَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَنْبِيَاءُ كَثِيرَةٌ مِمَّنْ سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى وَمِنْهُمْ لَمْ يُسَمِّ؛ وَالْإِيمَانُ بِجَمِيعِهِمْ فَرْضٌ. البرهان

  13. وَأَنَّ جَمِيعَ النَّبِيِّينَ وَعِيسَى وَمُحَمَّدًا - عَلَيْهِمْ السَّلَامُ - عَبِيدًا لِلَّهِ تَعَالَى مَخْلُوقُونَ؛ نَاسٌ كَسَائِرِ النَّاسِ؛ مَوْلُودُونَ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى؛ إلَّا آدَمَ وَعِيسَى؛ فَإِنَّ آدَمَ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ تُرَابٍ بِيَدِهِ؛ لَا مِنْ ذَكَرٍ وَلَا مِنْ أُنْثَى؛ وَعِيسَى خُلِقَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِنْ غَيْرِ ذَكَرٍ. البرهان

  14. وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ دَارٌ مَخْلُوقَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَدْخُلُهَا كَافِرٌ أَبَدًا. البرهان

  15. وأن النار حق دار مخلوقة لا يخلد فيها مؤمن. البرهان

  16. يدخل النار من شاء الله تعالى من المسلمين الذين رجحت كبائرهم وسيئاتهم على حسناتهم ثم يخرجون منها بالشفاعة ويدخلون الجنة. البرهان

  17. لا تفنى الجنة، ولا النار، ولا أحد ممن فيهما أبدا. البرهان

  18. أهل الجنة يأكلون ويشربون ويطئون ويلبسون ويتلذذون، ولا يرون بؤسا أبدًا، وكل ذلك بخلاف ما في الدنيا، لكن ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وحور العين حق نساء مطهرات خلقهن الله عز وجل للمؤمنين. البرهان

  19. وأهل النار يعذبون بالسلاسل والأغلال والقطران وأطباق النيران، أكلهم الزقوم وشربهم ماء كالمهل والحميم. البرهان

  20. وكل من كفر بما بلغه وصح عنده عن النبي ﷺ وأجمع عليه المؤمنون مما جاء به النبي ﷺ فهو كافر. البرهان

  21. وأن القرآن الذي في المصاحف بأيدي المسلمين شرقا وغربا فما بين ذلك من أول أم القرآن إلى آخر المعوذتين كلام الله عز وجل ووحيه أنزله على قلب نبيه محمد ﷺ من كفر بحرف منه فهو كافر. البرهان

  22. وكل ما فيه من خبر عن نبي من الأنبياء أو مسخ أو عذاب أو نعيم أو غير ذلك فهو حق على ظاهره لا رمز في شيء منه. البرهان

  23. ولا سر في الدين عند أحد. البرهان

  24. وإن الملائكة حق، وهم خلق من خلق الله عز وجل مكرمون كلهم رسل الله. البرهان

  25. خلقوا كلهم من نور وخلق آدم من ماء وتراب وخلق الجن من نار. البرهان

  26. والملائكة أفضل خلق الله تعالى، لا يعصي أحد منهم في صغيرة ولا كبيرة، وهم سكان السماوات. البرهان

  27. وأن الجن حق وهم خلق من خلق الله عز وجل، فيهم الكافر والمؤمن، يروننا ولا نراهم، يأكلون وينسلون ويموتون. البرهان

  28. وأن البعث حق، وهو وقت ينقضي فيه بقاء الخلق في الدنيا فيموت كل من فيها، ثم يحيي الموتى، يحيي عظامهم التي في القبور وهي رميم، ويعيد الأجسام كما كانت ويرد إليها الأرواح كما كانت، ويجمع الأولين والآخرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، يحاسب فيه الجن والإنس فيوفى كل أحد قدر عمله. البرهان

  29. وإن الوحوش تحشر. البرهان

  30. وأن الصراط حق وهو طريق يوضع بين ظهراني جهنم فينجو من شاء الله تعالى ويهلك من شاء. البرهان

  31. وأن الموازين حق توزن فيها أعمال العباد، نؤمن بها، ولا ندري كيف هي. البرهان

  32. وأن الحوض حق من شرب منه لم يظمأ أبدا. البرهان

  33. وأن شفاعة رسول الله ﷺ في أهل الكبائر من أمته حق، فيخرجون من النار ويدخلون الجنة. البرهان

  34. الصحف تكتب فيها الملائكة أعمال العباد حق، نؤمن بها، ولا ندري كيف هي. البرهان

  35. وأن الناس يعطون كتبهم يوم القيامة، فالمؤمنون الفائزون الذين لا يعذبون يعطونها بأيمانهم، والكفار بأشملهم، والمؤمنون أهل الكبائر وراء ظهورهم. البرهان

  36. وإن على كل إنسان حافظين من الملائكة يحصيان أقواله وأعماله. البرهان

  37. من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فإن تركها لله تعالى كتبت له حسنة، فإن تركها بغلبة أو نحو ذلك لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت له سيئة واحدة. البرهان

  38. ومن عمل في كفره عملا سيئا ثم أسلم، فإن تمادى على تلك الإساءة حوسب وجوزي في الآخرة بما عمل من ذلك في شركه وإسلامه، وإن تاب عن ذلك سقط عنه ما عمل في شركه. البرهان

  39. وأن عذاب القبر حق ومساءلة الأرواح بعد الموت حق، ولا يحيا أحد بعد موته إلى يوم القيامة. البرهان

  40. والحسنات تذهب السيئات بالموازنة، والتوبة تسقط السيئات والقصاص من الحسنات. البرهان

  41. وأن عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب ولكن توفاه الله عز وجل ثم رفعه إليه. البرهان

  42. وأنه لا يرجع محمد رسول الله ﷺ، ولا أحد من أصحابه، رضي الله عنهم، إلا يوم القيامة إذا رجع الله المؤمنين والكافرين للحساب والجزاء. البرهان

  43. وأن الأنفس حيث رآها رسول الله ﷺ ليلة أسري به أرواح أهل السعادة، عن يمين آدم عليه السلام، وأرواح أهل الشقاء، عن شماله عند سماء الدنيا، لا تفنى، ولا تنتقل إلى أجسام أخر، لكنها باقية حية حساسة عاقلة في نعيم أو نكد إلى يوم القيامة فترد إلى أجسادها للحساب وللجزاء بالجنة أو النار، حاشا أرواح الأنبياء عليهم السلام وأرواح الشهداء فإنها الآن ترزق وتنعم. ومن قال بانتقال الأنفس إلى أجسام أخر بعد مفارقتها هذه الأجساد فقد كفر. البرهان

  44. وأن الوحي قد انقطع مذ مات النبي ﷺ. البرهان

  45. والدين قد تم فلا يزاد فيه، ولا ينقص منه، ولا يبدل. البرهان

  46. قد بلغ رسول الله ﷺ الدين كله وبين جميعه كما أمره الله تعالى. البرهان

  47. وحجة الله تعالى قد قامت واستبانت لكل من بلغته النذارة من مؤمن وكافر وبر وفاجر. البرهان

  48. والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضان على كل أحد، على قدر طاقته باليد، فمن لم يقدر فبلسانه، فمن لم يقدر فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، ليس وراء ذلك من الإيمان شيء. البرهان

  49. فمن عجز لجهله أو عتمته، عن معرفة كل هذا فلا بد له أن يعتقد بقلبه ويقول بلسانه حسب طاقته بعد أن يفسر له لا إله إلا الله محمد رسول الله كل ما جاء به حق وكل دين سواه باطل. البرهان

  50. وبعد هذا فإن أفضل الإنس والجن الرسل ثم الأنبياء على جميعهم من الله تعالى ثم منا أفضل الصلاة والسلام ثم أصحاب رسول الله ﷺ ثم الصالحون. البرهان

  51. وأن الله تعالى خالق كل شيء سواه لا خالق سواه. البرهان

  52. ولا يشبهه عز وجل شيء من خلقه في شيء من الأشياء. البرهان

  53. وأنه تعالى لا في مكان، ولا في زمان، بل هو تعالى خالق الأزمنة والأمكنة. البرهان

  54. ولا يحل لأحد أن يسمي الله عز وجل بغير ما سمى به نفسه، ولا أن يصفه بغير ما أخبر به تعالى، عن نفسه. البرهان

  55. وأن له عز وجل تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد، وهي أسماؤه الحسنى، من زاد شيئا من عند نفسه فقد ألحد في أسمائه، وهي الأسماء المذكورة في القرآن والسنة. البرهان

  56. ولا يحل لأحد أن يشتق لله تعالى اسمًا لم يسم به نفسه. البرهان

  57. وأن الله تعالى يتنزل كل ليلة إلى سماء الدنيا، وهو فعل يفعله عز وجل ليس حركة، ولا نقلة. البرهان

  58. والقرآن كلام الله وعلمه غير مخلوق. البرهان

  59. وهو المكتوب في المصاحف والمسموع من القارئ والمحفوظ في الصدور، والذي نزل به جبريل على قلب محمد ﷺ: كل ذلك كتاب الله تعالى وكلامه القرآن حقيقة لا مجازا، من قال في شيء من هذا أنه ليس هو القرآن، ولا هو كلام الله تعالى فقد كفر، لخلافه الله تعالى ورسوله ﷺ وإجماع أهل الإسلام. البرهان

  60. وعلم الله تعالى حق، لم يزل عز وجل عليما بكل ما كان أو يكون مما دق أو جل، لا يخفى عليه شيء. البرهان

  61. وقدرته عز وجل وقوته حق، لا يعجز عن شيء، ولا عن كل ما يسأل عنه السائل من محال أو غيره مما لا يكون أبدا. البرهان

  62. وأن لله عز وجل عزا وعزة، وجلالا وإكراما، ويدا ويدين وأيد، ووجها وعينا وأعينا وكبرياء، وكل ذلك حق لا يرجع منه ولا من علمه تعالى وقدره وقوته إلا إلى الله تعالى، لا إلى شيء غير الله عز وجل أصلا، مقر من ذلك مما في القرآن، وما صح عن رسول الله ﷺ. البرهان

  63. وأن الله تعالى يراه المسلمون يوم القيامة بقوة غير هذه القوة. البرهان

  64. وأن الله تعالى كلم موسى عليه السلام ومن شاء من رسله. البرهان

  65. وأن الله تعالى اتخذ إبراهيم ومحمدا ﷺ خليلين. البرهان

  66. وأن محمدا ﷺ أسرى به ربه بجسده وروحه، وطاف في السماوات سماء سماء، ورأى أرواح الأنبياء عليهم السلام هنالك. البرهان

  67. وأن المعجزات لا يأتي بها أحد إلا الأنبياء عليهم السلام. البرهان

  68. والسحر حيل وتخييل لا يحيل طبيعة أصلا. البرهان

  69. وأن القدر حق، ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. البرهان

  70. ولا يموت أحد قبل أجله، مقتولا أو غير مقتول. البرهان

  71. وحتى يستوفي رزقه ويعمل بما يسر له، السعيد من سعد في علم الله تعالى، والشقي من شقي في علمه تعالى. البرهان

  72. وجميع أعمال العباد خيرها وشرها كل ذلك مخلوق خلقه الله عز وجل، وهو تعالى خالق الاختيار والإرادة والمعرفة في نفوس عباده. البرهان

  73. لا حجة على الله تعالى، ولله الحجة القائمة على كل أحد. البرهان

  74. ولا عذر لأحد بما قدره الله عز وجل من ذلك، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وكل أفعاله تعالى عدل وحكمة. لأن الله تعالى واضع كل موجود في موضعه، وهو الحاكم الذي لا حاكم عليه، ولا معقب لحكمه. البرهان

  75. الإيمان والإسلام شيء واحد. البرهان

  76. كل ذلك عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. البرهان

  77. من اعتقد الإيمان بقلبه ولم ينطق به بلسانه دون تقية فهو كافر عند الله تعالى وعند المسلمين، ومن نطق به دون أن يعتقده بقلبه فهو كافر عند الله وعند المسلمين. البرهان

  78. ومن اعتقد الإيمان بقلبه ونطق به بلسانه فقد وفق، سواء استدل أو لم يستدل، فهو مؤمن عند الله تعالى وعند المسلمين. البرهان

  79. ومن ضيع الأعمال كلها فهو مؤمن عاص ناقص الإيمان لا يكفر. البرهان

  80. واليقين لا يتفاضل، لكن إن دخل فيه شيء من شك أو جحد بطل كله. البرهان

  81. والمعاصي كبائر فواحش، وسيئات صغائر ولمم، واللمم مغفور جملة، فالكبائر الفواحش هي ما توعد الله تعالى عليه بالنار في القرآن أو على لسان رسوله ﷺ فمن اجتنبها غفرت له جميع سيئاته الصغائر. البرهان

  82. ومن لم يجتنب الكبائر حوسب على كل ما عمل، ووازن الله عز وجل بين أعماله من الحسنات وبين جميع معاصيه التي لم يتب منها، ولا أقيم عليه حدها، فمن رجحت حسناته فهو في الجنة، وكذلك من ساوت حسناته سيئاته. البرهان

  83. ومن رجحت سيئاته بحسناته فهم الخارجون من النار بالشفاعة على قدر أعمالهمالبرهان

  84. والناس في الجنة على قدر فضلهم عند الله تعالى، فأفضل الناس أعلاهم في الجنة درجة. البرهان

  85. وهم الأنبياء ثم أزواجهم ثم سائر أصحاب رسول الله ﷺ وجميعهم في الجنة. البرهان

  86. ولا تجوز الخلافة إلا في قريش، وهم ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، الذين يرجعون بأنساب آبائهم إليه. البرهان

  87. ولا يجوز الأمر لغير بالغ، ولا لمجنون، ولا امرأة، ولا يجوز أن يكون في الدنيا إلا إمام واحد فقط، ومن بات ليلة وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يجوز التردد بعد موت الإمام في اختيار الإمام أكثر من ثلاث. البرهان

  88. والتوبة من الكفر والزنى وفعل قوم لوط والخمر وأكل الأشياء المحرمة كالخنزير والدم والميتة وغير ذلك تكون بالندم، والإقلاع، والعزيمة على أن لا عودة أبدا، واستغفار الله تعالى، هذا إجماع لا خلاف فيه. البرهان

  89. وأن الدجال سيأتي وهو كافر أعور ممخرق ذو حيل. البرهان

  90. والنبوة هي الوحي من الله تعالى بأن يعلم الموحى إليه بأمر ما يعلمه لم يكن يعلمه قبل، والرسالة هي النبوة وزيادة، وهي بعثته إلى خلق ما بأمر ما، هذا ما لا خلاف فيه، والخضر ﷺ نبي قد مات، ومحمد ﷺ لا نبي بعده. البرهان

  91. وأن إبليس باق حي قد خاطب الله عز وجل معترفا بذنبه مصرا عليه موقنًا بأن الله عز وجل خلقه من نار، وأنه تعالى خلق آدم من تراب، وأنه تعالى أمره بالسجود لآدم فامتنع واستخف بآدم فكفر. البرهان

سامي الطحاوي السلمي