المعاصي كبائر فواحش، وسيئات صغائر، ولمم، واللمم مغفور جملة، فالكبائر الفواحش هي ما توعد الله تعالى عليه بالنار في القرآن أو على لسان رسوله ﷺ، فمن اجتنبها غفرت له جميع سيئاته الصغائر.
برهان ذلك قول الله عز وجل : "الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة".
واللمم هو الهم بالشيء، وقد تقدم ذكرنا الأثر في أن من هم بسيئة فلم يعملها لم يكتب عليه شيء.
حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا أحمد بن فتح، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا أحمد بن علي، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ : "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به".
وقال الله عز وجل: "إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم".
وبالضرورة نعرف أنه لا يكون كبيرا إلا بالإضافة إلى ما هو أصغر منه، لا يمكن غير هذا أصلا، فإذا كان العقاب بالغا أشد ما يتخوف فالموجب له هو كبير بلا شك، وما لا توعد فيه بالنار فلا يلحق في العظم ما توعد فيه بالنار، فهو الصغير بلا شك، إذ لا سبيل إلى قسم ثالث.