عذاب القبر حق، ومساءلة الأرواح بعد الموت حق، ولا يحيا أحد بعد موته إلى يوم القيامة.

حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا أحمد بن فتح، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى، حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي، حدثنا محمد بن جعفر هو غندر، حدثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، عن النبي ﷺ قال : "{يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشآء} قال: نزلت في عذاب القبر يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله ونبيي محمد".

وبه إلى مسلم، حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا بديل، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة قال : "إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان يصعدانها ويقول أهل السماء: روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه، فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول: انطلقوا به إلى آخر الأجل، قال: وإن الكافر إذا خرجت روحه يقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فيقال: انطلقوا به إلى آخر الأجل". قال أبو هريرة : فرد رسول الله ﷺ ريطة كانت عليه على أنفه.

وقال الله تعالى "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون"، فصح أنهما حياتان وموتان فقط، ولا ترد الروح إلا لمن كان ذلك آية، كمن أحياه عيسى عليه السلام، وكل من جاء فيه بذلك نص، وهو قول من روي عنه في ذلك قول من الصحابة، رضي الله عنهم.

حدثنا محمد بن سعيد بن نبات، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا عيسى بن حبيب، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا جدي محمد بن عبد الله، حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور بن عبد الرحمان، عن أمه صفية بنت شيبة قالت " "دخل ابن عمر المسجد فأبصر ابن الزبير مطروحا قبل أن يصلب، فقيل له هذه أسماء فمال إليها وعزاها، وقال: إن هذه الجثث ليست بشيء وإن الأرواح عند الله عز وجل، قالت له أسماء: وما يمنعني وقد أهدى رأس زكريا إلى بغى من بغايا بني إسرائيل".

ولم يرو أحد أن في عذاب القبر رد الروح إلى الجسد إلا المنهال بن عمرو، وليس بالقوي.

مختصر باب التوحيد

سامي الطحاوي السلمي