قدرة الله عز وجل وقوته حق، لا يعجز عن شيء، ولا عن كل ما يسأل عنه السائل، من محال أو غيره مما لا يكون أبدا.

قال عز وجل : "أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة".

حدثنا عبد الرحمان بن عبد الله بن خالد، حدثنا إبراهيم بن أحمد البلخي، حدثنا الفربري، حدثنا البخاري، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا معن بن عيسى، حدثنا عبد الرحمان بن أبي الموال سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن قال: حدثني جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله ﷺ يعلم أصحابه الاستخارة، فذكر الحديث وفيه "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك".

وقال عز وجل : "لو أردنآ أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنآ إن كنا فاعلين".

وقال تعالى: "لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشآء".

وقد أخبر عز وجل أنه قادر على ما لا يكون أبدا:

قال عز وجل: "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا". وقال تعالى: "والله على كل شيء قدير".

وقال تعالى: "إنما أمره إذآ أراد شيئا أن يقول له كن فيكون".

ولو لم يكن تعالى كذلك لكان متناهي القدرة، ولو كان متناهي القدرة لكان محدثا، تعالى الله، عن ذلك، وهو تعالى مرتب كل ما خلق، وهو الذي أوجب الواجب وأمكن الممكن وأحال المحال، ولو شاء أن يفعل كل ذلك على خلاف ما فعله، لما أعجزه ذلك، ولكان قادرا عليه، ولو لم يكن كذلك لكان مضطرا لا مختارا. وهذا كفر ممن قاله.

قال عز وجل : "وربك يخلق ما يشاء ويختار".

مختصر باب التوحيد

سامي الطحاوي السلمي