لله عز وجل عز وعزة، وجلال وإكرام، ويد ويدان وأيد، ووجه وعين وأعين وكبرياء، وكل ذلك حق، لا يرجع منه ولا من علمه تعالى وقدره وقوته إلا إلى الله تعالى، لا إلى شيء غير الله عز وجل أصلا، مقر من ذلك مما في القرآن، وما صح عن رسول الله ﷺ.

ولا يحل أن يزاد في ذلك ما لم يأت به نص من قرآن أو سنة صحيحة.

قال عز وجل : "ذو الجلال والإكرام".

وقال تعالى: "يد الله فوق أيديهم" و "لما خلقت بيدي" و "مما عملت أيدينآ أنعاما" "إنما نطعمكم لوجه الله" "ولتصنع على عيني" "فإنك بأعيننا".

ولا يحل أن يقال عينين لأنه لم يأت بذلك نص، ولا أن يقال سمع وبصر، ولا حياة لأنه لم يأت بذلك نص، لكنه تعالى سميع بصير حي قيوم.

حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا أحمد بن فتح، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى، حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا أحمد بن علي، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثني أحمد بن يوسف الأزدي، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، حدثنا أبو إسحاق هو السبيعي، عن أبي مسلم الأغر أنه حدثه، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا : قال رسول الله ﷺ : "العز إزاره، والكبرياء رداؤه" يعني الله تعالى.

حدثنا عبد الله بن ربيع، حدثنا محمد بن معاوية، حدثنا أحمد بن شعيب، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا الفضل بن موسى، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة، هو ابن عبد الرحمان بن عوف، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ في حديث : خلق الله تعالى الجنة والنار "أن جبريل قال لله تعالى: وعزتك لقد خشيت أن لا يدخلها أحد".

ولو كان شيء من ذلك غير الله تعالى لكان إما لم يزل وإما محدثا، فلو كان لم يزل لكان مع الله تعالى أشياء غيره لم تزل، وهذا شرك مجرد، ولو كان محدثا لكان تعالى بلا علم، ولا قوة، ولا قدرة، ولا عز، ولا كبرياء قبل أن يخلق كل ذلك وهذا كفر.

وقال تعالى : "إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون".

وقال تعالى: "والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا".

وقال تعالى: "ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون".

وقال تعالى: "وذروا الذين يلحدون في أسمائه".

فصح أنه لا يحل أن يضاف إليه تعالى شيء، ولا أن يخبر عنه بشيء ولا أن يسمى بشيء إلا ما جاء به النص.

ونقول : إن لله تعالى مكرا وكيدا.

قال تعالى "أفأمنوا مكر الله"

وقال تعالى: "وأكيد كيدا" وكل ذلك خلق له تعالى. وبالله تعالى التوفيق.

مختصر باب التوحيد

سامي الطحاوي السلمي