أول ما يلزم كل مسلم، ولا يصح الإسلام إلا به، أن يعلم المرء بقلبه علم يقين وإخلاص لا شك فيه وينطق بلسانه - ولا بد - بأن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

برهان ذلك قول رسول الله ﷺ أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله. رواه مسلم

قال الله تعالى "ووَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ".

وهو قول جميع الصحابة وجميع أهل الإسلام.

وأما وجوب عقد ذلك بالقلب فلقول الله تعالى "وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ".

والإخلاص فعل النفس.

وأما وجوب النطق باللسان، فإن الشهادة بذلك المخرجة للدم والمال من التحليل إلى التحريم كما قال رسول الله ﷺ لا تكون إلا باللسان ضرورة.

مختصر باب التوحيد

سامي الطحاوي السلمي