كتاب المُحَلَّى في شرح المُجَلَّى بالحجج والآثار > مسائل من الأصول

دِينُ الْإِسْلَامِ اللَّازِمُ لِكُلِّ أَحَدٍ لَا يُؤْخَذُ إلَّا مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ مِمَّا صَحَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إمَّا بِرِوَايَةِ جَمِيعِ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَهُوَ الْإِجْمَاعُ، وَإِمَّا بِنَقْلِ جَمَاعَةٍ عَنْهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَهُوَ نَقْلُ الْكَافَّةِ. وَإِمَّا بِرِوَايَةِ الثِّقَاتِ وَاحِدًا عَنْ وَاحِدٍ حَتَّى يَبْلُغَ إلَيْهِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَلَا مَزِيدَ.

قال تعالى "وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى".

وقال تعالى: "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء".

وقال تعالى: "فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم"الاية [المائدة : 3]

فإن تعارض فيما يرى المرء آيتان أو حديثان صحيحان، أو حديث صحيح واية، فالواجب استعمالهما جميعا، لإن طاعتهما سواء في الوجوب، فلا يحل ترك أحدهما للاخر ما دمنا نقدر على ذلك، وليس هذا إلا بأن يستثني الأقل معاني من الأكثر، فإن لم نقدر على ذلك وجب الأخذ بالزائد حكما لانه متيقن وجوبه، ولا يحل ترك اليقين بالظنون، ولا إشكال في الدين قد بين الله تعالى دينه.

قال تعالى : "فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم".

وقال تعالى: "تبيانا لكل شيء".

سامي الطحاوي السلمي