يبدأ الرجل الإحساس برجولته وهو غلام. فإن استصغرته واحتقرت رأيه وكلمته كما تكلم الرضيع بالتدليل وأسلوب الأطفال أخرت نضجه ووأدت فحولته. ولكن كلمه كما تكلم الكبير، وأنصت لحديثه حين يتكلم كما لو كان رجلًا مكلّفًا كامل الرجولة، ولا تنشغل عنه إذا خاطبك، ولا تخرسه إذا تكلم.
أجب سؤاله إذا سألك عن شيء وإن بدا لك تافهًا، فهو يسأل لأنه لا يعلم ويريد أن يعلم، لا ليحرجك ولا ليستعرض علمه، وأنت في عينيه العالم بكل شيء. وليس عليك أن تعرف جواب كل شيء، أجبه بالقليل الذي تعلمه دون الإغراق في التفاصيل، فعقله لن يستوعب كل شيء تعرفه. وكلما زدت في التفصيل زاد عليك في السؤال حتى تعجز أو تملّ. وسوف يتعلم من إجاباتك القصيرة كيف يتكلم ويجيب من يسأله، فالجواب على قدر السؤال عادة حسنة، سيلتقطها منك بالمحاكاة. وإياك أن تفتيه فيما لا علم لك به، ولكن أخبره أين أو عند من يجد جوابه، فيتعلم بذلك طريق اكتساب المعرفة من مصادرها. وإذا أثقل عليك في السؤال وليس عندك جهد أو وقت للجواب، فاعتذر له بلطف، ولا تنهره، والاعتذار في لسان العرب أن تعطي عذرًا، فتخبره أن عندك عمل تريد إنجازه، أو أنك مجهد من عملك اليوم، وسوف تكمل محاورتكما حين تفرغ وتستريح.